انا عمري ما قلتله اثناء حياته يا عم صلاح وهو مش قريبي ولاجوز امي هو واحد من الناس الغلابة الي كانوا بيحلموا انه في يوم ينعدل الميزان ويقدر الغلابة او كما يسميهم نجيب محفوظ الحرافيش او زي ما بيقول عنهم عم صلاح الزغابة يحكموا البلد دي
عم صلاح عمرة ما كان زعيم وسط المثقفين بالعكس كان دايما يقول مش انتوا المثقفين؟ علمونا ، نظمونا ،
عم صلاح مكانش من رواد وسط البلد ولا مقاهي مثقفي وسط البلد بالعكس كانوا كثيرا ما يأكلوا علي مائدته العامرة بالمش المعتبر او الفول من عند شتا في غرفته المبنية بالحجر وسقفها من الواح الخشب في حي الامام الشافعي
احباء عم صلاح ومريديه من حرافيش الامام الشافعي كان فاتح لهم بيته وجمعية كنش بيعلمهم ويتعلم منهم كان بيعلمهم عن طريق عمل معارض لفنانين بيحبوا الحرافيش امام جامع الامام الشافعي او عن طريق عمل حفلة لاغاني الشيخ امام
عم صلاح كان بيحب العلم وكان نفسه ولاد الحرافيش يتعلموا وكان شايف ان بالعلم والتعليم يقدر الحرافيش يعملوا حاجة تنفع ، دايما كان يقلي حاول تتعلم اكتر حاول تتطور في شغلك هتستفيد وتفيد، هتكسب فلوس وهتخدم الناس
عم صلاح صلاح لما قلتله اني وانا بصلح جهاز تليفزيون بحس اني باخد فلوس مش من حقي رد علي وقالي لما تصلح تلفزيون لولاد الكلب (يقصد لصوص البلد دي – أي حد كل عرق الغلابة) خد منه حقك وزيادة شوية تخليك لما تصلح للحرافيش الي معندهمش غير تلفزيون ابيض واسود ما تاخدش منهم غير ثمن ما تشتريه
عم صلاح كنت بروح له لما تضيق الدنيا بي واحس اني تايه وارجع من عنده وانا عارف انا ممكن اعمل اية ولو راح معايا حد من اصدقائي وشاف عم صلاح وامه العجوز ذات الروح الجملية تداعبه بقولها ياواد يا صلاح ، كان يبقي مش عايز يمشي من عنده ويتمني يشوف صلاح وامه تاني
عم صلاح كان رئيس جمعية تاخد من القادر علي دفع ثمن الكشف عند دكاترة الجمعية ويدي العلاج ببلاش ويمكن كمان ثمن حتة لحمة للي محتاج زي ما كان بيقول علشان يقدر يشد حيله
عم صلاح موقعش في تقسيمة الثوري والاصلاحي فهو كان بيساعد المحتاج وكان بيعمل علي التغيير ففي ايامه الاخيره شفته بيدفع خمسين جنيه للجنة للدفاع عن اموال التأمين والمعاش وروح علشان يأكل الفول والمش المعتبر.
عم صلاح مات وفي جنازته مكانش فيه كاميرات القنوات الفضائية او حتي مصوري الجرائد بس كان في ناس كتير من الحرافيش مريدي عم صلاح واحبائه ومكناش ضمن الموجودين المثقفين الي كلوا علي مائدته الفول والمش