يوسف شاهين الذي اعرفه

 

لست من هواة الكتابة عن المشاهير ولست من هواة كتابة الرثاء ولكني أحب ان اكتب عن يوسف شاهين الذي شاهدته في المركز الثقافي السوفيتي في أواخر الثمانينيات أثناء أسبوع لعرض أفلامه


كنت مفعم بالتمرد علي كل كبير كل شهير كل صاحب سلطة ووجدت في عرض أفلام شاهين بالمركز فرصة لمشاهدة أفلام شاهين التي كانت تعرض في سينما كريم 1 بثمن غالي علي كطالب ومن أسرة متواضعة
كم بهرني المركز حيث توجد صورة لينين علي الجدار بحجم كبير واللون الأحمر الوردي يسود المكان ولوحة مكتوب عليها (صديقي نحن لا ندخن) بخلاف ما كنت معتاد ان أري من لوحات النهي التي كنت أتمرد عليها مثل (ممنوع التدخين).
وأما ما بهرني أكثر انه عندما بدء عرض فيلم العصفور والقاعة علي اخرها وكنت جالسا علي كرسي في حافة المنطقة في وسط الصالة وجدت من يجلس بجواري ولكنة علي الأرض, علي احد درجات سلم نزول المشاهدين.
انه يوسف شاهين الأسطورة التي اسمع عنها بدون بودي جارد او هلمة الي كنت متوقعها لنجوم السينما كان يمكنه البقاء في الاستراحة حتي نهاية الفيلم او حتي يطلب كرسي, لا اعرف لماذا لم يفعل كل هذا,


طلبت منه ان يجلس مكاني واقف انا مثل الواقفين فرفض وجلس علي الأرض طوال عرض الفيلم وأنا أقول لنفسي ربما اراد ان يشارك الجمهور وجدانيا, اويعيش رد فعل الجمهور وبين الحين والأخر انظر إليه بطرف عيني وأتعجب لما انا فيه من غرور حتى أضاءت الأنوار وصعد إلي المنصة لتبدأ مناقشة الفيلم.
لقد علمني يوسف شاهين شيئ في حياتي. لقد علمني إن الي بيعملوا حاجة بجد والي بيغيروا ويشكلوا وجدان الشعوب لا تهمهم المنظرة الفارغة.
يوسف شاهين أنشودة حب لقد أحب المهمشين وأحب الفلاحين وأحب العمال والصيادين, فأبدع وصاغ أفكار ووجدان كثير وانا منهم فاستحق ان يخلد اسمه

هذه التدوينة كُتبت في التصنيف غير مصنف. أضف الرابط الدائم إلى المفضلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

To use reCAPTCHA you must get an API key from https://www.google.com/recaptcha/admin/create